الأحد، 20 مايو 2012

استطلاعات الرئاسة شغل أونطة .. آآآه أونطة .. الوفد

خبراء:استطلاعات الرئاسة "فخ"
لا يوجد أدنى شك حول شبهة التسييس والتوجيه وقيادة الناس كالقطيع في اتجاه تيار معين أو مرشح معين، وإن ظل ذلك في طي الكتمان حفاظا على الشكل العام لأصحاب المصلحة في توجيه الناس "فقد لا نضطر لتزوير الانتخابات..ولكن يكفي قيادة الناس كالقطيع لمرشحنا المرغوب".
ولكننا دائما ما نراهن على حاسة المصريين السابعة ووعيهم وبصيرتهم وحكمهم السديد على ما وراء السطور والكلمات البراقة والعيون المتلونة والاستطلاعات المسمومة.
فالمصريون قادرون على شم رائحة التلون و"اللعب من تحت لتحت"، والنظر في عين الأعور "دون أن يواجهوه بنقصه" ودون أن يقولوا "للأعور أنت أعور في عينه" ولكن الحكم في النهاية لصندوق الانتخابات الذي من المؤكد أنه سيخرج علينا بمفاجأة من العيار الثقيل ليبهر العالم ببصيرة المصريين وعدم انسياقهم خلف الاستطلاعات المزيفة، والمأجورة، والمدفوعة، كما بهرنا العالم بثورة فريدة من نوعها أصبحت نموذجا خلاقا.
وتقتضى الأمانة على كل مصري واعي توعية غيره ممن لم يتخذوا قرارا حتى الآن، وللأسف هم كثيرون، فحالة الإضطراب الطبيعية التي تعيشها البلاد في خضم الثورة جعلت الكثيرين غير قادرين على حسم موقفهم بشأن المرشح الأفضل لقيادة البلاد، فضلا عن نسبة جهل لا يمكن انكارها، ونسبة أخرى من السخط على الجو العام والثورة بشأن ما خلفته من أحداث دامية مفتعلة بلا أدنى شك، ولكن الخلاصة في هذه المسألة هو الواجب الإنساني والوطني على كل مصري بشأن توعية من حوله ومساعدتهم في اتخاذ قرارا سليم دون توجيه.
ويعتمد القرار السليم على برنامج المرشح وشخصيته التي برزت مؤخرا في المقابلات التلفزيونية، وليس أبدا على نتائج الإستطلاعات سواءا كانت صادقة ونزيهة أم غيره، وهو الأمر الذي ينصح به الخبراء والمتخصصين في هذا المجال.
وعبر الدكتور بركات عبد العزيز أستاذ الرأي العام والإحصائيات بكلية الإعلام جامعة القاهرة عن شكوكه القوية في نتائج الإستطلاعات الأخيرة والتي أبرزت أسماءا معينة لا يتوقع الرأي  العام مطلقا ان تكون في صدارة المرشحين ولكن تخرج علينا الإستطلاعات بنتائج مذهلة، تثير الشك وتؤكد ان ثمة شيء خاطئ في هذه المسألة.
وطالب بركات بضرورة إعلان مراكز الإستطلاعات عن الإجراءات العليمة التي اتبعتها في تحديد العينة حتى يتثنى للمتخصصين إعلان ما يشوبها من نقائص للرأي العام، مؤكدا على أن كافة استطلاعات الرأي الرئاسية تصلح لوصف واحد وهو "كلام فارغ" حيث اعتمدت الإستطلاعات التي دشنتها القنوات الفضائية أو المواقع الإلكترونية أو حتى المراكز المتخصصة في مجملها على وسائل إلكترونية لجمع الآراء بداية من الموبايل والرسائل والإيميلات والفيس بوك، في حين أن فصيل هائل من المصريين لا يمكن الوصول إليهم بهذه الطريقة وعليه فإن العينات غير معبرة إطلاقا ويتم اختيارها بشكل متعمد لا عشوائي للحصول على نتائج معينة وليست حيادية.
وأكد بركات أنه كشاهد عيان قابل إحدى الفتيات التابعة لإحدى مراكز البحث الشهيرة، حيث قامت الفتاة بملئ 100 استمارة كاملة من طلبة جامعة القاهرة في حين أنهم لا يمثلون المجتمع المصري والعديد منهم مملن لا يملكون سوطا انتخابيا تحت السن القانونية، ولكن حالة من عدم النزاهة في جمع المعلومات العلمية تتميز بها العديد من مراكز الأبحاث، كما أشار إلى مثال آخر، قائلا: "قام أحد الباحثين بملئ 100 استمارة ثم ضرب النتائج في 10 ليتمم بحثه بشأن المرشحين دون نزاهة علمية".
وأضاف بركات أن بعض المرشحين يستخدمون الإستطلاعات كأساليب دعاية موجهة، ناصحا الجميع بأن لا يعتمدوا أبدا على نتائج الإستطلاع مهما كانت نزاهته أو عدمها، ولكن فقط ببرنامج المرشح وكاريزمته ومناظراته مع متخصيين أو منافسين، مؤكدا ان المناظرات قادرة على كشف المرشحين  ومواقفهم وشخصياتهم وأفكارهم، مدللا على ذلك بمناظرة مرشحي الرئاسة عمر موسى وعبد المنعم أبو الفتوح التي كشفت ضعفهما، وكان ذلك لصالح المرشح الإسلامي سليم العوا الذي لم تشير إليه الإستطلاعات بالرغم من بروزه خلال الفترة الأخيرة لقوته في المناظرة والمناقشة، فضلا عن ما تردد حول رفض أغلب المرشحين مناظرته خوفا من قوته الحوارية والشخصية.
وهو ما أكدته الدكتورة نرمين الأزرق، مدرس الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة، مشددة على فكرة "سياسة القطيع" التي يروج لها الإعلام المصري من خلال بث نتائج مشكوك بها وغير معبرة ويشوبها الكثير من التساؤلات.
وأشارت إلى استطلاع قناة "موجة كوميدي" الفضائية والتي تخرج بنتائج استطلاع رأي مرشحى الرئاسة كل ساعة تقريبا لتعطي المرشح أحمد شفيق أكثر من 60% ، من الأصوات بالرغم من ضعف قاعدته الشعبية بشكل واضح للجميع، بما يتنافى مع صدق هذه البيانات، مضيفة أنه قد لا يوجد تزوير بالإنتخابات ولكن يوجد توجيه واضح للرأي العام في اتجاه معين، وخاصة أن مصريين بسطاء غير قادرين على حسم موقفهم حتى الآن ومن السهل قيادتهم بوهم أن الأغلبية تدعم "فلان".
وكانت أبرز التعليقات المصرية الخلاقة في هذا الشأن على "فيس بوك" قول أحد المصريين الواعين: "إذا كنت ستنتخب "..." لأن الكثيرون يدعموه وفرصة "..." الذي تراه أفضل ضعيفة، ففي مبارة كرة القدم القادمة بين مصر والبرازيل عليك بتشجيع البرازيل لأن فرصتها في الفوز أقوى"، وما بالك أيها المصري النزيه إذا كانت النتائج التي اعتمدت عليها في القول بأن "..." أقوى من "..." غير موثوقة، فبوازع فقط من الضمير والحكم السليم على المرشحين تستطيع أخذ قرارك دون أي توجيه أو قيادة، فكل مصري هو الأجدر والأقدر على تنفيذ إرادته المستنيرة.
وهذه الرؤية ليست داخلية فقط فالعديد من المراقبين بالعالم يشيرون بأصابع الإتهام لإستطلاعت الرأي المصرية، حتى أن شبكة "بى بى سى" البريطانية الإخبارية عبرت عن الواقع المصري بالوليد الذي لا يزال يتحسس خطاه في مجال الديموقراطية، وغير قادر على الخروج بإستطلاعات نزيهة حرة، حيث لا تزال مصر تقاد من أعلى إلى أسفل كما كانت دائمة منذ عهد الفراعنة.
وأشارت "بى بى سى" إلى نتائج مركز بصيرة لاستطلاعات الرأي، والتي وضعت الفريق أحمد شفيق مرشح الرئاسة في قائمة المرشحين، ثم عمرو موسى ثم عبد المنعم أبو الفتوحثم محمد مرسى بالتطبيق على عينة قوامها 2200 مصري، وفقا لقولها.
وفي المقابل، وضع استطلاع صحيفة الاهرام الحكومية عمرو موسى في الصدارة بنسبة 40,8٪، متقدما على شفيق (19,9٪)، وأبو الفتوح (17,8٪)، ومرسي (9,4٪)، ثم حمدين صباحي (7٪) بالتطبيق على 1200 مصري هم عينة الدارسة.
وفي استطلاع آخر، تابع لمركز معلومات مجلس الوزراء لدعم واتخاذ القرار تقدم شفيق على موسى، فحصل الأول على 12٪ والثاني على على 11٪ وأبو الفتوح على 9٪، ومرسي على 6٪، وصباحي على 5٪، واستندت الدراسة على عينة 1390 شملهم الاستطلاع باستخدام أسلوب المقابلة المباشرة.
وعبرت الشبكة عن تشككها في نتائج الإستطلاعات التي أبرزت شفيق في الصدارة، معلقة بأنه مرشح المجلس العسكري، ولعله لهذا السبب يتصدر الاستطلاعات في الفترة الأخيرة، بالرغم من محاولات العسكري المستمرة للتأكيد على حياديته بشأن المرشحين.
وقالت "بى بى سى" مستغربة: "ولكن مركز بصيرة ليس لديه سبب خاص لإرضاء العسكري، ويحصل على تمويله من مؤسسة مستقلة ليبرالية وهي صحيفة المصري اليوم، وإن كان يتولى إدارته ماجد عثمان وزير الاتصالات السابق، متسائلة: "ما هو الدافع وراء دعم عثمان لشفيق؟".
وأكدت الشبكة في النهاية على عدم اعتقادها بهذه الاستطلاعات غير الموثوقة، مضيفة أن مصر عهدت منذ عهد الفراعنة على القيادة والتشغيل من أعلى إلى أسفل، ولا يزال الشارع غير مؤثر وغير خاضع حقيقة للاستطلاعات الموثوقة.
وعلق الدكتور بركات على هذه النتائج بأن المجتمع البحثي المتنوع لا يسمح أبدا بالخروج بنتائج متطابقة كالتي أبرزتها الإستطلاعات السابقة، فتقريبا ترتيب المرشحين مستقرة مع اختلاف النسب وهو الأمر الخاطئ عالميا والدال على أن أصابعا تلعب من خلف الستار.


اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - خبراء:استطلاعات الرئاسة "فخ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق