الأربعاء، 3 أبريل 2013

كاتب خطابات الرئيس .. محمد سلماوى مستفسراً علي بوابة المصرى اليوم

أعادت أخيراً قضية الأخطاء الفادحة الواردة فى خطابات الرئيس محمد مرسى زوبعة من الانتقادات، كشفت أن كاتب خطابات الرئيس ليس على المستوى المطلوب، وقد دهشت من موضوع نشر فى الصفحة الأولى من «المصرى اليوم»، أمس، حاول فيه جاهداً كاتبه الزميل التوصل إلى شخصية كاتب خطابات رئيس الجمهورية، فلم يجد معلومات شافية، فكاتب الخطابات وظيفة رسمية فى فريق العمل المعاون لأى رجل سياسة، سواء كان رئيساً للجمهورية أو محافظاً أو وزيراً أو نائباً بالبرلمان، ومن المعروف أن الكاتب الفرنسى الكبير أندريه مالرو كتب العديد من خطابات الجنرال ديجول، أما فيليب كولنز فكان كاتب الخطابات الرسمى لرئيس الوزراء البريطانى تونى بلير، أما فى النظام الأمريكى فأول كاتب خطابات رسمى كان فى عهد الرئيس الأسبق وارن هاردنج عام 1921، وإن كان من المعروف أن ألكسندر هاملتون كان يكتب خطابات مؤسس الولايات المتحدة جورج واشنطن،
وقد عرفنا فى هذا السياق آرثر شلزنجر، كاتب خطابات جون كنيدى، بينما كان بوب شرام هو كاتب خطابات شقيق إدوارد كنيدى السيناتور، وكان وليام سافاير كاتب خطابات ريتشارد نيكسون، ومايكل والدمان كاتب خطابات بيل كلينتون، وكريس ماتيوز كاتب خطابات جيمى كارتر، كما عرفنا أيضاً كاتبة خطابات امرأة هى بيجى نونان التى عملت كاتبة خطابات للرئيسين رونالد ريجان وجورج بوش الابن، بينما كان لزوجته لورا بوش كاتب خطابات مستقل هو تشارلى فيرن، أما باراك أوباما فكان كاتب خطاباته، حتى أسابيع قليلة مضت، هو جون فافرو، وهو شاب نابغة فى 31 من عمره استقال أخيراً ليؤسس مكتبه الخاص.
أما عندنا فمن الحقائق التاريخية الثابتة والمعلنة أن الصحفى الأكبر، محمد حسنين هيكل، كان كاتب خطابات جمال عبدالناصر، بينما استعان السادات بأكثر من كاتب فى مراحل مختلفة، منهم موسى صبرى، وإحسان عبدالقدوس، ثم جاء حسنى مبارك فاستقرت هذه المهمة عند مستشاره السياسى أسامة الباز الذى روى لى ذات مرة ـ متعه الله بالصحة وأمد فى عمره ـ كيف سحبت منه هذه المسؤولية بالتدريج إلى أن وصل لمرحلة كان يكتب فيها الخطاب ليجد الرئيس يلقى خطاباً آخر كتبه ابنه.
على أن الشىء العابث فى جميع الأحوال هو أن وظيفة كاتب خطابات الرئيس فى النظم الديمقراطية التى تعتمد على الشفافية هى وظيفة رسمية معروفة لا سرية فيها، أما إخفاؤها كالسر الحربى فهو يزيد من الضبابية التى تكتنف النظام الحالى، ويؤثر سلباً على ثقة الشعب فيه وعلى تقبلهم لقراراته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق