5
944
ناجح إبراهيم
وأضاف إبراهيم أن الدعوة الإسلامية لم يصبها التفحش إلا بعد عامين بعد الثورة، لو تفحش الناس جميعًا لا ينبغي للداعية أن يتفحش، لافتًا إلى أن مهمة الدعاة الآن ألا يتكلموا كثيرًا عن الإسلام، بل يعطوا أمثلة حية على التسامح والدين ونماذج للإسلام.
وأكد إبراهيم أن بعض الدعاة يظن أن الصدع بالحق لا يكتمل إلا إذا كان" صايع"، ومشكلة هؤلاء أنهم لا يعلمون أن الرسول لم ينطق بكلمة فحش قط، وقال الرسول عليه السلام وخالق الناس بخلق حسن. مشيرا إلى أن "صياعة" بعض الدعاة تعجب بعض الشباب, وأن شريحة من الناس تحب الداعية الشتام.
وقال إبراهيم: إن ما حدث فى الدعوة خلال العامين الآخيرين لم يحدث من قبل، مشيرًا إلى أن الداعية يقول "ربى ربى" بينما السياسي يقول "نفسي نفسي"؛ لأن الداعية لايريد شيئًا ماديًا بينما يريد تقديرًا معنويًا.
وردًا على تساؤل حول محاكمة الرئيس السابق مبارك، قال ناجح إبراهيم: برغم أننى سجنت 24 عامًا فى عهد مبارك، فإننى لا أشمت فيه؛ لأننى أؤمن بأن ما حدث لى ابتلاء من الله وحمدت الله عليه، لأنه كان مقدرًا ومكتوبًا.
وقال: إن مبارك لا يعرف شيئا عن العفو ولم يعف عن أحد، لافتا إلى أن الناس لا تريد العفو عن مبارك لأنه لم يسبق له العفو عن أحد فى السجون وقت توليه الحكم قائلا: مع هذا مشاعرى معه محايدة.
وقال: إن التشدد الدينى سببه العنف، وإن الشعب المصرى زرع العنف فى العامين الأخيرين بما لم يسبق لها مثيل، مشيرًا فى الوفت نفسه إلى انتعاش فكرة التكفير فى دول الربيع العربى بعد الثورة، وتنامت بشكل كبير بسبب الصراعات السياسية، وفلسفة الاختلاف والكراهية والاستقطاب السياسي والدينى.
وقال ناجح إبراهيم: كل شيء فى مصر تمت محاصرته، وأنه لا توجد مؤسسة حكومية أو سفارة أو هيئة قضائية أو وسيلة إعلامية لم تحاصر، حيث تم حصار الأحزاب، والسفارات، والمحاكم، والوزارات، وقصور الرئاسة، ومدينة الإنتاج الإعلامى، والقنوات الفضائية.
وتساءل إبراهيم عن ثقافة الجزمة التى ارتفعت كثيرًا أخيرا، حيث دأب قطاع كبير من الشعب على تطبيق ثقافة رفع الأحذية، وتدمير المؤسسات والاستقطاب الدينى، حيث تعتبر كلها أعراض جانبية للثورة المصرية.
وأكد إبراهيم أن المشكلة ليست فى الرئيس أيا كان توجهه لكن المشكلة هى أن مصر يوجد بها فراعنة كثيرون، حيث يوجد فى كل مكان فرعون جديد.
وأوضح أن كل الملفات وحصار الدولة من الممكن السيطرة عليه لكن ما لم تتم السيطرة عليه هو ملف الفتنة الطائفية، حيث يتم تقسيم الدولة إلى مسلمين وأقباط، ومن حق أقباط مصر أن يعيشوا فى أمان، محذرًا من أن ملف الفتنة الطائفية سيدمر مصر لو لم نسيطر عليها.
وأضاف أنه على كل داعية أن يتوافر له قلب وتسامح؛ لأن الإسلام دين تسامح وعلى الداعية الذى لا يتوافر فيه هذان الشرطان عدم اعتلاء المنبر.
وقال: إنه ما كان ينبغى أن يحدث حصار مؤسستين مهمتين مثل الأزهر والكنيسة، وعلق المذيع موجها كلامه للدعاة: أيها الدعاة المتفحشون ابتعدوا عن الساحة حتى تتم السيطرة على البلاد.
وختم د. ناجح إبراهيم حديثه موجهًا رسالة للدكتور مرسي قائلا: عليك أن تقود الدولة بعقل وأن تضع الشعب فى المشورة، وعليك أن تحتوى الجميع وكل من حولك وأن تشارك الشعب، وإن لم تشرك الشعب ستكون هناك أزمة، فمن الممكن أن تصنع الأعداء؛ لأنه بتجاهلهم تكون العدواة، ناجح إبراهيم: وحد شعبك ولا ُتقصى أحدًا .. رسالة خاصة جداُ .. المرسل .. د. ناجح إبراهيم - بوابة الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق