22:43 الجمعة 31 مايو 2013
المعركة الدائرة اليوم فى مصر حول
قرارات وزير الثقافة الجديد الدكتور علاء عبدالعزيز، وآخرها إقالة د. إيناس
عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، وقبلها رئيس قطاع الفنون التشكيلية صلاح
المليجى، وقبله د. أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب- لا تدور حول
أشخاص بل حول سياسات وزير جديد للثقافة قريب من جماعة الإخوان المسلمين
الحاكمة، وتعكس مخاوف هائلة على الثقافة المصرية التى هى آخر القدرات التى
تمتلكها مصر فى محيطيها الإقليمى والعالمى. وحتى لا نذهب بعيداً فى الخوض
فى هذه المعركة نعرض هنا فى عجالة السيرة الذاتية للوزير الجديد للحكم
الإخوانى مقارنة مع السيرة الذاتية لوزير الثقافة المصرى الأول فى عهد
الرئيس عبدالناصر ضابط الجيش الدكتور ثروت عكاشة رحمه الله، والحكم للسادة
القراء.
ولد ثروت عكاشة عام 1921 وتخرج فى الكلية
الحربية، وشارك فى ثورة يوليو وقبلها حصل على دبلوم الصحافة، كلية الآداب
عام 1951، وأصبح وزيراً للثقافة بين عامى 1958 و1962 ثم بين عامى 1966
و1970 حصل أثناءها على الدكتوراه فى الآداب من جامعة السوربون (1960)،
وأصبح بعدها أستاذاً زائراً بالكوليج دو فرانس بباريس عام 1973. وحسب قرار
مؤسسة جائزة سلطان العويس التى منحته جائزتها الرفيعة فهو «أحد الرموز
الثقافية الفاعلة فى الحياة الثقافية عربياً وعالمياً، للإنجازات التى
حققها لمصر والوطن العربى والحضارة البشرية بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بما
أنجزه فى إنقاذ آثار النوبة فى مصر، وتحمله المسؤولية المباشرة قومياً
ودولياً فى هذا الإطار. وفى مجال توصيل رسالة الثقافة للإنسان المصرى
والعربى بشكل عام، فقد حقق عدداً من المنجزات التى أثرت على الحياة
الثقافية وغيرت فى مفاهيمها وخلقت أجواء ما كان يمكن أن تحدث من دون هذه
الجهود، مثل بناء قصور الثقافة، وتنشيط وجمع الفنون الشعبية الموسيقية،
بأسلوب علمى حفاظاً عليها من الضياع، وإنشاء الفرق المسرحية، والموسيقية،
إلى جانب فرقة القاهرة السيمفونية، وفرقة الموسيقى العربية التابعة لدار
الأوبرا، وقد ساعد على بناء دار الأوبرا الحديثة والمتحف الإسلامى،
والقبطى، واليونانى، والرومانى، إضافة إلى متحف المثّال محمود مختار، وأنشأ
معاهد الباليه والكونسرفاتوار، ودار الكتب والوثائق القومية، ومعاهد
السينما إلى جانب نظام تفرغ المبدعين المصريين الذى يعتبر أحد أهم
الإنجازات الحضارية التى أثرت الحياة الثقافية فى مصر». أما مؤلفات الدكتور
عكاشة فقد بلغت 49 كتاباً وموسوعة، منها 19 مؤلفاً و26 ترجمة لكتب كبرى فى
الفكر والثقافة والفن و4 باللغات الأجنبية.
أما وزير الثقافة الحالى فهو حسب موقع إخوان
أون لاين من مواليد 1962، وحاصل على بكالوريوس المعهد العالى للسينما عام
1985 ثم الماجستير فى فلسفة الفنون، المعهد العالى للسينما 2002، ثم
الدكتوراه فى فنون السينما عام 2008 قبل أن يعمل أستاذاً بالمعهد العالى
للسينما. وقد عمل وزير الثقافة الجديد مونتيراً سينمائياً ومخرجاً منفذاً
فى العديد من الأفلام القصيرة بالمعهد العالى للسينما والمركز القومى
للسينما، وناقداً سينمائياً وعضو جمعية نقاد السينما المصريين، بالإضافة
إلى تأليف العديد من المؤلفات والكتابات الفنية والسياسية التى صدرت فى مصر
والدول العربية فى مجال النقد السينمائى من أبرزها كتابا «بين اللغة
والنص» و«ما بعد الحداثة والسينما». وكان الوزير أيضاً عضواً فى فريق البحث
الذى عمل على موسوعة «اليهود واليهودية والصهيونية» مع الدكتور عبدالوهاب
المسيرى، بالإضافة إلى عمله فى مجالات السينما والإخراج والإعداد والكتابة
والمونتاج.
هذان باختصار هما الوزيران المسؤولان عن
أقوى مقومات القوة الناعمة لمصر، الثقافة، وزير «العسكر» ووزير «الإخوان».
والحكم الأخير فى المقارنة من حقك أنت سيدى القارئ.
رحم الله مصر وحفظها من كل سوء وغرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق