الأربعاء، 18 أبريل 2012

هل نبدأ الغلو وفرعنة الرؤساء المرشحين من الآن؟!!.. بقلم د/ ناجح إبراهيم .. الجماعة الإسلامية

بعض أتباع مرشح رئاسي يقولون للشباب المتدين: " من لا ينتخب هذا المرشح فهو آثم لأنه سيطبق الشريعة دون سواه ..  أما الآخرون حتى من الإسلاميين فلن يطبقوها ".
 وهذا الأمر في غاية الخطورة فهل يلحق الإثم المسلم إذا رشح غيره حتى لو كان إسلاميا ً.. فما بالكم إن رشح أحدا َغير الأربعة الإسلاميين .. فهل يأثم فقط.. أم يأثم ويكفر ويخرج من الملة .. أم ماذا ؟.
إن استخدام الدين بهذه الطريقة الخاطئة والممجوجة سيسيء إلي الدين الإسلامي العظيم.. ويسيء إلي المرشح نفسه .. ويخلط بين الثابت من الشريعة الذي لا يجوز لأحد مخالفته  .. وبين الحزبي المتغير الذي يتغير بحسب الرؤى والمصالح والمفاسد وهو متروك لتقدير كل إنسان .. ثم هل الشريعة الإسلامية حكرا ً علي هذا المرشح بالذات دون غيره .
 يا أحبتي الكرام .. ليس هناك علي وجه الأرض كلها متحدثا ً رسميا ً وحصريا عن الشريعة .. وخاصة إذا علمنا أن هذا المرشح الإسلامي هو أقل المرشحين حظا ً في النضال والكفاح..  فلم يعتقل يوما ً واحدا ً.. وليست له كتب في الفكر السياسي الإسلامي .. ولم تكن له أي تجربة سياسية إسلامية أو غير إسلامية قبل ذلك.. ولم يتحدث في السياسة أبدا ً قبل ثورة 25يناير .. مع أن بعض منافسيه الإسلاميين لهم كتب في الفكر السياسي الإسلامي منذ عشرين عاما ً .. وبعضهم سجن مرات كثيرة .. وبعضهم له مشروعات إسلامية  سياسية أو إدارية أو اقتصادية .. وبعضهم .. وبعضهم .
 فلا داعي لاستخدام لغة التأثيم والتجريم لأنها ستؤدي إلي التكفير السياسي ثم الديني بعدها .. وحينها سنفقد كل شيء ولن يبقى لنا شيء .            
من الشطط أن يردد البعض أن المرشح الرئاسي فلان هو يوسف هذا العصر .. لأسباب كثيرة يصعب علي َّ حصرها .. ولكن أهمها أن يوسف عليه السلام هو نبي يوحى إليه .. وهو معصوم .. ولا ينبغي على أحد من المؤمنين في عصره رفضه أو رفض ما جاء به .. لأنه وحي من عند الله .
 ثم إن هذا المرشح يختلف تماما ًعن سيدنا يوسف في مسألة الخبرة السياسية والعسكرية والاقتصادية. 
فقد عاش يوسف عليه السلام في بيت رئيس وزراء مصر الذي كان يطلق عليه وقتها اسم "عزيز مصر"  .. وقد تدرب على يديه على كل  فنون السياسة والحرب وإدارة الدولة .. فقد عاش معظم حياته ملاصقا ً ومساعدا ً له في تدبير الشئون السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية .
 إذا سيدنا يوسف كانت لديه خبرة كبيرة بفنون إدارة الدولة .. ولم يأت تطويره للاقتصاد المصري وإحياؤه من فراغ  .. فقد جمع بين العلم والخبرة والنبوة .. ولم يأت عمله وإنقاذه لاقتصاد مصر من فراغ.  
أما هذا المرشح مع تقديري لشخصه وحبي له على المستوى الشخصي .. فلست لديه خبرة في إدارة الدولة سياسيا ً أو عسكريا ً أو اقتصاديا ً .. أما عمله الاقتصادي في تطوير اقتصاد الجماعة فكان عملا ً تجاريا ً .. ونهضة الأمم لا تأتي عن طريق التجارة .. ولكن عن طريق الصناعة أو الزراعة أو البحث العلمي أو تنمية التكنولوجيا.
ولدينا في مصر الآلاف من ينطبق عليهم هذا الوصف ولم يمدحهم أحد بكلمة..  فضلا ً عن وصفهم أنهم يوسف العصر .
 والغلو في الأشخاص الصالحين خطأ .. والتقصير في حقهم خطأ أيضا ً .
 وإذا كنا سنبدأ في الغلو فيه قبل الحكم .. فماذا سيكون الحال بعد الوصول إلي الحكم .
 وماذا سنقول عنه إذا وصل لفترة رئاسية ثانية .. أم أننا نريد إعادة إنتاج الفراعنة من جديد .. حتى وإن كرهوا هم ذلك .
وهل يفيد مصر إنتاج عهد عبد الناصر مرة أخرى ولكن في صورة  جديدة تضر مصر وتضر الإسلام وتضر الرئيس الإسلامي الجديد .
يا قوم احترموا عقل هذا الشعب المصري.. إنه مسكين حقا ً.. ولكن عقله مازال يعمل حتى الآن.
 http://www.egyig.com//Public/articles/scholars/9/33967172.shtml

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق