المال السياسي الوارد من الخارج سيكون له أثر كبير على الرئيس المصري المقبل .. وهذا المال يأتي من كل حدب وصوب دون رقيب ولا حسيب.
والأغرب منه أن ينفق بعض المرشحين أكثر من عشرين مليونا ً من الجنيهات في عدة أشهر دون أن تكون له أية حظوظ في المنصب وسط شعب مصري لا يملك أدنى مقومات الحياة الكريمة
أعظم
الجرم أن ننظر إلى مصر من زاوية مصالحنا الحزبية أو الشخصية الضيقة..
وأعظم منه جرما ً أن يستخدم البعض الإسلام العظيم أو الشريعة الغراء كطريق
سهل للوصول إلى كرسي السلطة.. فالكرسي أتفه وأحقر بكثير من أن يدنس الإسلام
وشريعته بالأهواء والأغراض من أجله.
أعتقد
أن انتخاب المصريين لحاكم مدني عادل ذو مرجعية إسلامية وسطية يقيم دولة
عصرية تحافظ على ثوابت الإسلام وتستخدم الجزء المرن منه لإقامة دولة مؤسسات
إسلامية حديثة وعصرية سيكون النهاية السعيدة لثورة 25 يناير وستنهى بذلك
حكم العسكر لمصر الذي استمر أكثر من ستين عاما ً.
وسيغلق
انتخاب هذا الرئيس المدني الدائرة الكهربائية المفتوحة لتضيء كل مصابيح
الثورة والوطن .. ويعلم الجميع أن هذه الثورة بدأت تؤتى أكلها على أرض
الواقع .
وطالما لم يأت هذا الرئيس فإن الدائرة ستظل مفتوحة والمصابيح مطفأة والنبضات الكهربائية متوقفة .
الغريب
في انتخابات الرئاسة المصرية أن بعض الذين لم ينطقوا بكلمة حق واحدة أثناء
نظام مبارك ولم يشاركوا في أي نضال سياسي على الإطلاق يترشحون اليوم
للرئاسة.
أما
الأغرب فهو ترشح بعض أقطاب نظام مبارك للرئاسة .. وهؤلاء جميعا يريدون
القفز على جماجم المجاهدين والشهداء وآهات الجرحى والمكلومين طوال ثلاثون
عاما كاملة .. ويا ليت القفزة تكون صغيرة أو قصيرة ولكنها أعلى قفزة في مصر
كلها .. ألم أقل لكم أن مصر بلد العجائب !!!
- الفيس بوك تحول إلي شتائم وبذاءات بوك .. وتحول إلي فيس بوق لكثير من الجهلاء وأنصاف المثقفين .. وأنصاف المتدينين.
فهل
سيضيف إلي وعي الشعب المصري علما ً وفقها ً وفهما ً وخلقا ً .. أم سيزيد
أخلاقه ترديا ً ويؤدي إلي نقصان الفقه والفهم والعلم والوعي السياسي الصحيح
.
- أسوأ شيء يحدث في مصر الآن هو المزايدات.. فالمزايدة على المستحيل تذهب بالممكن ولا تأتي بالمستحيل.
- أسوأ شيء في مصر أن الكثيرين من المصريين تحولوا من نفاق الحكام إلي نفاق العوام .. ونفاق العوام أخطر من نفاق الحكام.
-
ينتشر مخدر الترامودول بين طلاب الجامعات المصرية الآن على نطاق واسع ودون
رقيب ولا حسيب .. لأن أمن الجامعة غير موجود على الإطلاق .. وموظفو الأمن
الآن لا يستطيعون منع أي بلطجي أو تاجر مخدرات أو مدير شبكة دعارة من دخول الجامعة أو عمل أي شيء فيها .. ولعل هذا يجعلنا نفكر في بعض إيجابيات الحرس الجامعي الشرطي بعد أن عرفنا جميعا ً سلبياته .. ولعل
هذا يجعلنا نفكر في إقامة حرس جامعي قوي مسلح له شكيمة وهيبة يأتمر بأمر
عميد الكلية للدفاع عن الحق وردع الباطل ويحول بين تحويل الجامعة إلي سداح
مداح لتجار المخدرات والدعارة .. فجامعة بلا حراسة ولا أمن هي مرتع لكل فساد.
لقد أصبح الأستاذ الجامعي المصري بلا كرامة ولا أمن .. وأصبح
يهان بين الحين والآخر.. ولولا أنه وضع كرامته في البيت قبل ذهابه إلي
الجامعة لشتم وأهين .. ولكن الجميع بلع كرامته حتى يستطيع العيش بسلام في
الجامعة .
-
قابلت أكثر من أستاذ جامعي وكلهم يحدثني عن الانهيار الأخلاقي في الجامعة
والمجتمع وأنه أخطر من الانهيار الأمني.. فالأخير علاجه يسير أما الأول
فعلاجه صعب جدا ً ويحتاج إلي تكاتف المسجد والكنيسة والدعاة والمربون
والتعليم ومؤسسات الدولة لبناء منظومة القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع
المصري مرة أخرى.
ويقول
هؤلاء الأساتذة هل معنى الثورة أن تفعل ما تشاء وتستخدم أقذع الألفاظ في
نقاشاتك وحواراتك .. ويبدو أن البعض لم يأخذ من معاني الثورة النبيلة إلا
الأشياء السيئة مثل إساءة الأدب مع من هم أكبر منه سنا ً وأرفع منه قدرا ً
.. والبعض لم يأخذ منها سوى نشر ثقافة الكراهية والتعصب الأعمى للحزب الذي
ينتمي إليه.. مع حب الفوضى تحت شعار الحرية.. وعدم الانتظام أو الدقة في
العمل.. وكأن الفوضى هي التي تصنع الحضارات.
الأربعاء الموافق
4-6-1433هـ
25-4-2012
http://www.egyptianislamicgroup.com/Public/articles/scholars/14/35346824.shtml
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق