أعتقد أننا حالياً لا نستطيع إنكار أن في مصر نظاماً سياسياً قوياً و منظماً للغاية لدرجة قد تصل إلي المثالية السياسية ... يطبق أخطر و أعقد النظريات السياسية بحرفية شديدة للغاية
ألا وهي إعادة تدوير الحياة السياسية المصرية
هدفه الأسمي منها تغيير جلده القديم و الظهور بهيئة براقة باهرة بنفس التطبيقات القديمة
تتيح له إغتنام النصيب الأكبر من أرث السلطة والسلطان و الإستئثار بصولجان الحكم إلي أن يشاء الله
و ذلك من خلال جدول زمني دقيق للغاية و سيناريو محكم للأحداث وحبكة دراماتيكة مبهرة تغلفهم عقلانية القدرة والإمكانيات
مكنته خلال فترة قصيرة جداً من إجراء العديد من عمليات التدوير الناجحة بنتائج تفوق التوقعات
بدأها بساعة صفر في توقيت معقد للغاية لم يتوقعها أكبر الأجهزة المخابراتية علي وجه الأرض
مما أعطاه مبادرة الفعل و تفعيل رد الفعل
ثم تلاها بعملية غسيل دماغي ممنهج للجميع رماه و مستهدفين أصابت العقول بردة فكرية ترفض كل ما هو صادق و مقبول و ترحب بكل ما هو خيالي و خارق تجعلها لبنة سهلة التشكيل وإعادة التأهيل السياسي
إستتبعها بتغيير الوصف التشريحي للجسد السياسي نجح من خلاله في جعل اليمين المصرى عباءة للتيار الإسلامي فقط و أجبر اليسار علي إحتضان اليمين المسيحي لمواجهة مارد القمقم القديم
وبغض النظر عن لفظ اليسار لليمين المسيحي و عدم السماح له بقيادتهم بل ورفض الغالبية منهم لهذا الإندماج المشوه إلا أنهم لم يعلنوا تبرئهم الكامل منه علي أمل إستخدامه كسلاح في صدر اليمين المسيطر
و لعل إرتماء اليمين المسيحي في خندق اليسار و الرضا بإستغلاله سياسياً هو دليل أكبر
علي نجاح هذه المرحلة (المحافظون الجدد) بنجاح كبير
وأكتفي النظام بتفعيل التوازن السياسي بين فصائل التيار الإسلامي وحده
بعدما تأكد من هشاشة عظام اليساروتهتك أوصاله
و حرص علي إنتقاء عناصر محددة بدقة من مشاهير اليسار لإستكمال المظهر السينمائي للبرلمان القادم
و أعتقد أن النظام يستعد حالياً لطرح نموذج للرئيس القادم
من خلال الدفع بعدد من الشخصيات العامة والعسكرية لمضمار السباق الرئاسي
و سحب عدد من الوجوه التي تم إستهلاكها إعلامياً
لنبدء مرحلة جديدة أكثر حرفية ونبوغاً يرى فيها الجميع كيف يتم إقناع العقل المصرى
بشخصية رئاسية جديرة بالإحترام
لن تحظي بتوافق نخبوى خالص إلا أنها ستلاقي قبولاً جماهيريا واسع النطاق
و لن أذيع سراً إذا قلت أن النظام يسعي لإيجاد نموذج رئاسي تتوافق فيه أبعاد شخصية عديدة مع
شخصية الرئيس مبارك
ولكن بعباءة ثورية تنموية إعلامية
إلي حين
كيف ولماذا ؟؟ للحديث بقية
Posted 3rd January by eleeas
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق